يجلب عصر المجتمع 5.0 تغييرات كبيرة في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. إلا أن وراء التقدم التكنولوجي والابتكارات التكنولوجية، هناك تهديدات خطيرة يمكن أن تقوض نسيج المجتمع، وهي الفساد والتعدين الخبيث الذي يضر بالبلد ويجلب البؤس للأمة.
وفي هذا السياق، فإن لعلماء المعهد، وخاصة خريجي كلية أصول الدين والأدب في جامعة السلطان مولانا حسن الدين بانتن دور مهم في الوقاية من هذه المشكلة والتغلب عليها. وتتمثل مهمتهم النبوية في تأصيل قيم القرآن والسنة لخلق مجتمع عادل وصادق ونزيه.
يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية الصدق والعدل والمسؤولية في كل جانب من جوانب الحياة. في سورة البقرة الآية 188، يقول الله سبحانه وتعالى:
وَلَا تَأْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهْا اَلْحَوْمَ اَلْحَوْمَ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْاِسْتِمْتَاعِ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ تَعَوُّدَ اَلنَّاسِ
“وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.”
أكد ابن رشد في كتابه المجرد و نهاية المقتصد على أهمية منع الفساد وأعمال الشر في الحكومة. ويذكر أنه يجب أن يتحلى القادة بصفات مثل الأمانة والعدالة والمسؤولية لمنع الفساد والأفعال الشريرة.
يناقش ابن رشد في الكتاب مفهومي “المصلحة العامة” (المصلحة العامة) و“المصلحة الخاصة” (المصلحة الخاصة). وقد أكد على أنه يجب على القادة أن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأنه يجب منع الأعمال التي تضر بالمجتمع.
وفي سياق التعدين الخبيث، أكد ابن رشد أن هذا الفعل هو شكل من أشكال الاستغلال غير العادل والضار بالمجتمع. وذكر أنه يجب على القادة أن يضمنوا استخدام الموارد الطبيعية لصالح المجتمع، وليس فقط لمصالح شخصية أو جماعية.
بعض أفكار ابن رشد التي أوردها في “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” ذات صلة بالموضوع، وهي أولًا: ”ينبغي أن يتحلى القادة بصفات مثل الأمانة والعدل والمسؤولية لمنع الفساد والشرور”. ثانيًا: ينبغي منع الأعمال التي تضر بالمجتمع، وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة”. ثالثًا، يجب استخدام الموارد الطبيعية لصالح المجتمع، وليس فقط للمصالح الشخصية أو الجماعية".”
يجب أن يكون علماء معهد PTKI عوامل تغيير استباقية في منع الفساد والتعدين الخبيث. ويمكنهم القيام بذلك من خلال أمور من بينها. أولاً، زيادة الوعي العام بأهمية الأمانة والعدالة. ثانيًا، تطوير برامج التعليم والتدريب التي تركز على قيم القرآن والسنة. ثالثًا، المشاركة الفعالة في الإشراف والرقابة على الأنشطة الحكومية والخاصة لمنع الفساد والتنقيب الخبيث. رابعاً، الدعوة إلى سياسات موجهة نحو العدالة والأمانة.
وهكذا، يمكن لعلماء الهيئة أن يكونوا في طليعة من يمنع الفساد والتنقيب الخبيث، ويخلقوا مجتمعاً أكثر عدلاً ونزاهة. وتتمثل مهمتهم النبوية في تحقيق قيم القرآن والسنة في الحياة اليومية، وذلك لإحداث تغييرات إيجابية في الأمة والدولة.

