من أصول الدين والأدب من أجل السلام: تنشئة الاعتدال الديني كهوية فكرية لطلاب جامعة السلطان مولانا حسن الدين بانتن

في عصر العولمة والتعددية، يعد الاعتدال الديني ضرورة لا مفر منها في عصر العولمة والتعددية. وباعتبارها مؤسسة تعليم عالٍ إسلامية، فإن لجامعة السلطان مولانا حسن الدين بانتن دور مهم في تعزيز الاعتدال الديني وإحلال السلام. أُلقيت هذه الورقة في ندوة حول الوسطية الدينية للطلاب في كلية أصول الدين والآداب، يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025.

يجب أن يكون طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في بانتن، كمثقفين مسلمين في المستقبل، قادرين على فهم واستيعاب قيم الاعتدال الديني. يجب أن يصبحوا عوامل للتغيير يمكنهم تعزيز السلام والتسامح في المجتمع.

ومع ذلك، فإن كونك مثقفًا يختلف عن كونك عالمًا. فالمثقف هو شخص لديه القدرة على التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي، وقادر على تطبيق معرفته في سياق اجتماعي وثقافي. في حين أن العالم هو شخص لديه معرفة متعمقة في مجال معين، ولكن ليس بالضرورة أن يكون لديه القدرة على التفكير النقدي والتحليلي.

وفي هذا السياق، يجب أن يصبح طلاب جامعة العلوم الإسلامية العالمية في بانتن مثقفين قادرين على فهم وتطبيق قيم الاعتدال الديني في حياتهم اليومية. ويجب أن يكونوا قادرين على أن يصبحوا قادة قادرين على تعزيز السلام والتسامح في المجتمع.

ولتحقيق ذلك، تشجع جامعة العلوم الإسلامية العالمية في بانتن التعليم القائم على قيم الاعتدال الديني والأدب. وقد صُمم المنهج الدراسي لتعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي، وتسهيل تطبيق الطلاب لمعارفهم في سياق اجتماعي وثقافي.

على المدى الطويل، يمكن أن يصبح الاعتدال الديني والسلام الهوية الفكرية لطلاب جامعة العلوم الإسلامية العالمية في بانتن. سيصبحون عوامل للتغيير يمكنهم تعزيز السلام والتسامح في المجتمع، وكذلك قادة يمكنهم قيادة المجتمع نحو اتجاه أفضل.

قضية الحرب الإسرائيلية والفلسطينية في غزة
تعد الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة واحدة من أطول وأعقد الصراعات في العالم. فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 42,000 فلسطيني، من بينهم 13,300 طفل، وإصابة أكثر من 97,000 آخرين. وقد كانت العديد من هذه الهجمات مباشرة وعشوائية على حد سواء، حيث قضت على أجيال من عائلة واحدة. ¹

وقد تسبب الصراع في أزمة إنسانية حادة في غزة، مع نقص في الغذاء والماء والكهرباء والدواء. ودُمرت المستشفيات والبنية التحتية الصحية، ونزح آلاف الأشخاص.

وجدت منظمة العفو الدولية أدلة قوية على أن إسرائيل ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية أن إسرائيل ارتكبت أفعالاً محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بقصد محدد هو تدمير الفلسطينيين في غزة.

ولتعزيز السلام، يستند طلاب جامعة عين شمس، جامعة العلوم الإسلامية العالمية في بانتن إلى الآية 61 من سورة الأنفال:
“وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”. تبين هذه الآية أن السلام هدف نبيل ينبغي السعي إليه. يأمرنا الله تعالى بالجنوح إلى السلم إذا جنح خصومنا إليه أيضًا.

وفي سورة الإسراء آية 33: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً. فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً“ فهذه الآية الكريمة تدل على أن قتل النفس التي حرم الله قتلها من كبائر الذنوب، ولا يباح إلا لسبب وجيه كالدفاع عن النفس أو معاقبة ظالم.

وبالتالي، دعونا نغذي الاعتدال الديني كهوية فكرية لطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في بانتن، ونعزز السلام والتسامح المستدام في المجتمع.

اترك رد