إن مؤتمر "سيماركا ساسترا ناسيونال" الذي تنظمه جمعية طلاب برنامج دراسة الأدب العربي واللغة العربية هو اللحظة المناسبة للتفكير في دور الأدب في بناء الأمة. فالأدب ليس مجرد عمل مكتوب فحسب، بل هو انعكاس لروح الأمة وروحها. وفي هذا السياق، تضطلع كلية أصول الدين والأدب بجامعة السلطان مولانا حسن الدين بانتن، كمؤسسة تعليم عالٍ تدرس العلوم الدينية والإنسانية، بدور مهم في تعزيز الأدب كوسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وتحسين نوعية حياة المجتمع.
للأدب القدرة على نسج الكلمات الجميلة، وترديد الأصوات الصادقة، وتوحيد المشاعر المشتركة. فمن خلال الأدب، يمكننا فهم المزيد عن ثقافة الأمة وتاريخها وقيمها. ويمكن للأدب أيضًا أن يكون وسيلة لنقد المجتمع وإصلاحه، وزيادة الوعي بأهمية التعليم والثقافة.
في هذا العصر الرقمي، يواجه الأدب تحديات جديدة. فالكثير من الشباب يهتمون بوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا أكثر من اهتمامهم بقراءة الأدب. ومع ذلك، وفي ظل هذا التحدي تحديداً، يمكننا أن نجد فرصاً للترويج للأدب بطرق أكثر إبداعاً وابتكاراً. ويمكننا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا للترويج للأعمال الأدبية، وتنظيم المناقشات والندوات، وزيادة الوعي بأهمية الأدب في الحياة اليومية.
ويمتلك أدب نوسانتارا ثروة غير عادية في تأصيل آيات الحب في كتب علماء نوسانتارا، مثل الشيخ محمد بن عمر النووي الجاوي البنطاني. وقد أصبحت الأعمال الأدبية في نوسانتارا مثل الأشعار والقوافي والغرندمة وسيلة للتعبير عن حب الله والرسول، وكذلك لتوجيه المسلمين في الحياة وفق التعاليم الإسلامية.
وقد ألف الشيخ محمد بن عمر النووي الجاوي البنطاني وهو من كبار علماء الأرخبيل العديد من المؤلفات الأدبية التي تؤصل لأبيات المحبة في كتبه. ومن هذه المؤلفات كتاب “مراقي العبودية‘، وهي قصيدة جميلة وهادفة في حب الله ورسوله، وهي قصيدة جميلة وهادفة.
وفي هذا السياق، علينا أن نتذكر أيضًا أهمية الأخلاق في التعبير عن الحب، كما تذكرنا القصيدة:
اِحَظْ لِسَانَكَ اَيُّهَا الْإِنْسَانُ # لا يَلْدَغَنَّكَ اِسْتَعِنْ ثُعْبَانَ
“احفظ لسانك يا رجل
لا تدعه (اللسان) ينقر (يدمرك)
إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْحَيَّةِ الْعَظِيمَةِ”
تذكرنا هذه القصيدة بأن نحفظ ألسنتنا دائمًا، حتى لا نتفوه بكلمات يمكن أن تؤذي الآخرين أو حتى تدمر أنفسنا.
في هذه الذكرى السنوية لشبكة الأمان الاجتماعي، أود أن أدعو جميع الأطراف إلى تعزيز الأدب بشكل مشترك كوسيلة لتعزيز هوية الأمة وتحسين نوعية حياة الشعب. دعونا ننسج الكلمات الجميلة، ونردد الأصوات الصادقة، ونوحد المشاعر المشتركة. دعونا ننشر الأدب من أجل الأمة!
مهرجان أدبي وطني سعيد!

